في الماضي، كان الرصاص يتكون في عادم السيارة بشكل رئيسي بسبب إضافة مادة تسمى رابع إيثيل الرصاص (Tetraethyllead - TEL) إلى البنزين. كان هذا المزيج يعرف باسم "البنزين المحتوي على الرصاص" أو "البنزين الرصاصي". لماذا كان الرصاص يُضاف إلى البنزين؟ كان الرصاص يُضاف إلى البنزين لسببين رئيسيين: * كمحسن للأوكتان (Anti-knock agent): كان الرصاص يعمل على زيادة رقم الأوكتان للبنزين. رقم الأوكتان هو مقياس لمقاومة الوقود للاشتعال المبكر أو "الطرق" (knocking) في المحرك. عندما يشتعل الوقود مبكرًا قبل أن يصل المكبس إلى وضع معين، يحدث صوت طرق أو قرقعة، ويمكن أن يتلف المحرك. بإضافة الرصاص، كان يمكن للمحركات أن تعمل بنسب انضغاط أعلى، مما يزيد من كفاءة المحرك وقوته. * لتشحيم وحماية صمامات المحرك: كانت مركبات الرصاص تساعد في تشحيم وحماية مقاعد صمامات العادم من التآكل. في المحركات القديمة، كانت هذه المقاعد مصنوعة من مواد تحتاج إلى هذا التشحيم الإضافي. كيف يتكون الرصاص في العادم؟ عند احتراق البنزين المحتوي على الرصاص في محرك السيارة، كان رابع إيثيل الرصاص يحترق وينتج جسيمات دقيقة من مركبات الرصاص (مثل بروميد الرصاص) التي كانت تخرج مع غازات العادم إلى الغلاف الجوي. هذه الجسيمات هي التي كانت تسبب التلوث البيئي والأضرار الصحية. لماذا تم حظر الرصاص من البنزين؟ على الرغم من الفوائد التي كان يقدمها الرصاص لأداء المحرك في الماضي، إلا أنه تم حظره تدريجياً في معظم دول العالم ابتداءً من السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، وصولاً إلى الحظر الشامل في معظم دول العالم بحلول عام 2021. والسبب الرئيسي لذلك هو الأضرار الجسيمة التي يسببها الرصاص على صحة الإنسان والبيئة: * الآثار الصحية الخطيرة: الرصاص مادة سامة للغاية. التعرض للرصاص، حتى بكميات قليلة، يمكن أن يؤثر على الجهاز العصبي، وخاصة لدى الأطفال، مما يؤدي إلى صعوبات في التعلم، ومشاكل سلوكية، وتلف في الدماغ لا يمكن علاجه. كما يمكن أن يسبب مشاكل في الكلى، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في القلب والأوعية الدموية لدى البالغين. * تلف المحولات الحفازة (Catalytic Converters): مع ظهور لوائح الانبعاثات الصارمة في السبعينيات، بدأت السيارات تُزود بمحولات حفازة لتقليل الملوثات الضارة الأخرى في العادم. الرصاص يتلف هذه المحولات ويجعلها غير فعالة. لذا، كان لا بد من إزالة الرصاص من البنزين لكي تعمل المحولات الحفازة. الوضع الحالي: في الوقت الحاضر، أصبح البنزين "خاليًا من الرصاص" (Unleaded Gasoline) في معظم أنحاء العالم. تم استبدال الرصاص بمضافات أخرى (مثل الإيثرات والكحولات) لرفع رقم الأوكتان وتحسين أداء الوقود دون إحداث أضرار صحية وبيئية. لذلك، إذا كانت سيارتك حديثة وتستخدم البنزين الخالي من الرصاص، فلن يتكون الرصاص في عادمها. أما السيارات القديمة جداً التي كانت تستخدم البنزين الرصاصي، فهي التي كانت تطلق الرصاص في عادمها.
